الجزائر وعصر الدويلات الإسلامية

لم يمض وقت طويل على استتباب الإسلام في بلاد المغرب حتى بدأت التيارات المذهبية المشرقية تفد إليه، وكان من نتائج ذلك قيام عدة دول مستقلة على بلاد المغرب الأوسط (الجزائر) قام بعضها على الأرض الجزائرية وبسواعد جزائرية، وبعضها الآخر احتضنها سكان البلاد بعد أن توسع نفوذها، وما مدن تيهرت وتلمسان و أشير وبجاية وغيرها إلا شواهد على الماضي الحضاري لهذه الدول .

الدولة المرابطية بالجزائر

ظهرت دولة المرابطين بصحراء شنقيط في وقت كانت فيه بلاد المغرب الإسلامي تعاني التمزق والتفكك، فتمكنوا في سنة 447 ه/1055م من السيطرة على سجلماسة، وعلى أغمات وتادلا في سنة 449ه/1057م، وأسس يوسف بن تاشفين مدينة مراكش في سنة 454ه/ 1062م واتخذها عاصمة لدولة المرابطين، واستولى على مدينة فاس في سنة 462ه/1070م. وفي سنة 472 ه/1079 م تحرك جيش المرابطين من مراكش بقيادة مزدلي بن بكلان اللمتوني وتوجه إلى غرب الجزائر في نحو عشرين ألف مقاتل فحل بأحواز تلمسان ولكنه لم يتمكن من السيطرة عليها، وفي سنة 475 ه/ 1082م خرج الأمير المرابطي يوسف بن تاشفين بنفسه وقرر ضم الجزائر إلى مملكته فتمكن من الاستيلاء على تلمسان، ومنها توجه إلى وهران وتنس وجبال الونشريس والشلف وقضى على الممالك الزناتية...

إطلع على المزيد

الدولة الزيانية

بنو عبد الواد هم فرع من قبيلة زناتة البربرية، هاجروا الى منطقة الغرب الجزائري بسبب الغزو الهلالي واستقروا في اراضي الرعي جنوب ناحية وهران مدة قرن من الزمان عاشوا فيها حياة البداوة، دخلوا خلالها في طاعة الموحدين وقدموا لهم خدمات جليلة في حماية هذه المناطق من أعدائهم، وكان نظير ذلك أن سمح لهم الموحدون بالاستقرار في منطقة وهران وما يليها غربا حتى تلمسان، وعهدوا إليهم في آخر ايامهم بتلمسان فاستقروا فيها وفي ما حولها من الأراضي فحصنوها وأصبحت أرضا لهم. وكان بنو عبد الواد الوافدين الجدد الى هذه المنطقة قد اختلطوا بقبيلة بني يفرن وأصبحوا سادتهم واشتد ساعدهم عليهم بدعم من الموحدين وطال مقامهم في هذه الناحية حتى أصبحت وكأنها قطاع دائم لهم، فناب أمراؤهم عن الموحدين حتى ولي يغمراسن بن زيان سنة 633ه/1236م .

إطلع على المزيد

الدولة الرستمية (الجزائر)

نشأت الدولة الرستمية على يد عبد الرحمن بن رستم بعد فراره من القيروان إثر دخول الجند العباسي إلى بلاد المغرب الأدنى، ومقتل السمح بن الأعلى على يد القوات العباسية، فاتجه ابن رستم إلى بلاد المغرب الأوسط، وهناك توافد عليه مجموعة من العلماء من جميع أقطار بلاد المغرب من طرابلس وجبل نفوسة، ثم بويع بالإمامة، واتخذ من تيهرت عاصمة لدولته الجديدة، وبعد وفاته وقع الاختيار على ابنه عبد الوهاب، الذي استمر الحكم في سلالته إلى غاية سقوط الدولة على يد الدولة العبيدية، وامتد نفوذ الدولة الرستمية على عدة أجزاء من بلاد المغرب الأوسط من تلمسان غربا إلى إقليم طرابلس وجبل نفوسة شرقا ومنطقة الجريد، ومن الشمال الغربي من البحر الأبيض المتوسط حتى واحات جنوب الجزائر، وقد ازدهرت التجارة في عهد الدولة الرستمية، وتم إنشاء الأسواق في مختلف المدن فكانت رائجة بمختلف البضائع التي كانت تنتج داخل الدولة أو المستوردة من الدول الأخرى ، وبعد قيام الدولة العبيدية وقضائها على حكم الدولة الأغلبية بإفريقية استولت جيوشها على تيهرت وتم خلع آخر حكام الدولة الرستمية وهو يقظان بن محمد في سنة 296هـ/909م، ففر من تبقى منهم إلى ورقلة ثم إلى وادي ميزاب بغرداية حيث استقر بهم المطاف هناك.

إطلع على المزيد

الدولة الحفصية

كان لهزيمة دولة الموحدين في معركة العقاب في سنة 609ه/1212م على يد ملك قشتالة ألفونسو السادس بالأندلس أن أدى ذلك إلى اضطراب أمور هذه الدولة ونشوب العديد من الثورات، فاغتنم أبو زكريا يحي الحفصي فرصة ضعف دولة الموحدين وتراجع أمر خلفائهم واختلال سلطانهم، وأعلن استقلاله في سنة 627ه/1229م، واتخذ من تونس عاصمة لدولته، وكانت حدود الدولة الحفصية تشمل إقليم طرابلس والديار التونسية ومقاطعة قسنطينة، وبويع له بالأندلس، واستمر الحكم في عقب بني حفص، وكان أخرهم محمد بن الحسن الذي في عهده سقطت الدولة الحفصية على يد العثمانيين في سنة 981ه/1573م، بعدما حكمت إفريقية حوالي 354 عاما منها 315 سنة بالشرق الجزائري.

إطلع على المزيد

الدولة العبيدية (الجزائر)

لقد كانت بلاد المغرب في القرن الثالث الهجري تحكمها ثلاث إمارات مستقلة بعضها عن بعض جمعت القبائل المتعادية في كيانات سياسية خففت من خلافاتها فتفرغ الناس إلى الأنشطة الاقتصادية والعلمية، كما شهد النصف الثاني من القرن انتشار المجاعات والأوبئة، ولقد تناهى إلى علم أئمة الشيعة بالمشرق حال بلاد المغرب وما هي عليه من ضعف سياسي نتيجة انقسامه إلى دويلات، ومدى الضعف الاقتصادي لما حل بها من المجاعات والأوبئة...

إطلع على المزيد

الدولة الزيرية

ثار أبو يزيد الخارجي المدعو صاحب الحمار سنة 335ه/946م ضد حكم الشيعة الفاطميين (العبيديون)، فنزل المنصور الفاطمي بمقرة، وطلب من زيري بن مناد الصنهاجي إعانته في القضاء على ثورة هذا الخارجي، فبل زيري بن مناد طلبه، وتم القضاء على هذه الثورة، فقام المنصور الفاطمي بإكرام زيري بن مناد، وعقد له على تيهرت وباغاية والمسيلة وبلاد الزاب والحضنة، واتخذ زيري بن مناد من أشير عاصمة لدولته، وضرب العملة باسمه...

إطلع على المزيد

الدولة الموحدية (الجزائر)

بويع محمد بن عبد الله بن تومرت تحت شجرة خروب سنة 515ه/1121 م، ونشر الدعاة لبيعته وأخبرهم بالمصاعب التي سيلاقونها، فصبروا عليها فسماهم الموحدين، وخاض عدة معارك ضد دولة المرابطين لكنه انهزم في معركة البحيرة سنة 524ه/1130م أثناء حصاره لعاصمة المرابطين مراكش، فتم بيعة عبد المؤمن بن علي الندرومي الكومي الجزائري بالخلافة وكان من بين العشرة المفضلين لديه، فواصل عمل ابن تومرت وتمكن من إخضاع العديد من مدن المغرب الأقصى، ثم التفت إلى المغرب الأوسط، فأرسل قائده أبا حفص عمر بن يحي الهنتاتي على رأس جيش إلى وهران سنة 537ه/1142م ولكنه لم يتمكن من دخولها،

إطلع على المزيد

الدولة المرابطية بالجزائر

ظهرت دولة المرابطين بصحراء شنقيط في وقت كانت فيه بلاد المغرب الإسلامي تعاني التمزق والتفكك، فتمكنوا في سنة 447 ه/1055م من السيطرة على سجلماسة، وعلى أغمات وتادلا في سنة 449ه/1057م، وأسس يوسف بن تاشفين مدينة مراكش في سنة 454ه/ 1062م واتخذها عاصمة لدولة المرابطين، واستولى على مدينة فاس في سنة 462ه/1070م. وفي سنة 472 ه/1079 م تحرك جيش المرابطين من مراكش بقيادة مزدلي بن بكلان اللمتوني وتوجه إلى غرب الجزائر في نحو عشرين ألف مقاتل فحل بأحواز تلمسان ولكنه لم يتمكن من السيطرة عليها، وفي سنة 475 ه/ 1082م خرج الأمير المرابطي يوسف بن تاشفين بنفسه وقرر ضم الجزائر إلى مملكته فتمكن من الاستيلاء على تلمسان، ومنها توجه إلى وهران وتنس وجبال الونشريس والشلف وقضى على الممالك الزناتية...

الدولة الزيانية

بنو عبد الواد هم فرع من قبيلة زناتة البربرية، هاجروا الى منطقة الغرب الجزائري بسبب الغزو الهلالي واستقروا في اراضي الرعي جنوب ناحية وهران مدة قرن من الزمان عاشوا فيها حياة البداوة، دخلوا خلالها في طاعة الموحدين وقدموا لهم خدمات جليلة في حماية هذه المناطق من أعدائهم، وكان نظير ذلك أن سمح لهم الموحدون بالاستقرار في منطقة وهران وما يليها غربا حتى تلمسان، وعهدوا إليهم في آخر ايامهم بتلمسان فاستقروا فيها وفي ما حولها من الأراضي فحصنوها وأصبحت أرضا لهم. وكان بنو عبد الواد الوافدين الجدد الى هذه المنطقة قد اختلطوا بقبيلة بني يفرن وأصبحوا سادتهم واشتد ساعدهم عليهم بدعم من الموحدين وطال مقامهم في هذه الناحية حتى أصبحت وكأنها قطاع دائم لهم، فناب أمراؤهم عن الموحدين حتى ولي يغمراسن بن زيان سنة 633ه/1236م .

الدولة الرستمية (الجزائر)

نشأت الدولة الرستمية على يد عبد الرحمن بن رستم بعد فراره من القيروان إثر دخول الجند العباسي إلى بلاد المغرب الأدنى، ومقتل السمح بن الأعلى على يد القوات العباسية، فاتجه ابن رستم إلى بلاد المغرب الأوسط، وهناك توافد عليه مجموعة من العلماء من جميع أقطار بلاد المغرب من طرابلس وجبل نفوسة، ثم بويع بالإمامة، واتخذ من تيهرت عاصمة لدولته الجديدة، وبعد وفاته وقع الاختيار على ابنه عبد الوهاب، الذي استمر الحكم في سلالته إلى غاية سقوط الدولة على يد الدولة العبيدية، وامتد نفوذ الدولة الرستمية على عدة أجزاء من بلاد المغرب الأوسط من تلمسان غربا إلى إقليم طرابلس وجبل نفوسة شرقا ومنطقة الجريد، ومن الشمال الغربي من البحر الأبيض المتوسط حتى واحات جنوب الجزائر، وقد ازدهرت التجارة في عهد الدولة الرستمية، وتم إنشاء الأسواق في مختلف المدن فكانت رائجة بمختلف البضائع التي كانت تنتج داخل الدولة أو المستوردة من الدول الأخرى ، وبعد قيام الدولة العبيدية وقضائها على حكم الدولة الأغلبية بإفريقية استولت جيوشها على تيهرت وتم خلع آخر حكام الدولة الرستمية وهو يقظان بن محمد في سنة 296هـ/909م، ففر من تبقى منهم إلى ورقلة ثم إلى وادي ميزاب بغرداية حيث استقر بهم المطاف هناك.

الدولة الحفصية

كان لهزيمة دولة الموحدين في معركة العقاب في سنة 609ه/1212م على يد ملك قشتالة ألفونسو السادس بالأندلس أن أدى ذلك إلى اضطراب أمور هذه الدولة ونشوب العديد من الثورات، فاغتنم أبو زكريا يحي الحفصي فرصة ضعف دولة الموحدين وتراجع أمر خلفائهم واختلال سلطانهم، وأعلن استقلاله في سنة 627ه/1229م، واتخذ من تونس عاصمة لدولته، وكانت حدود الدولة الحفصية تشمل إقليم طرابلس والديار التونسية ومقاطعة قسنطينة، وبويع له بالأندلس، واستمر الحكم في عقب بني حفص، وكان أخرهم محمد بن الحسن الذي في عهده سقطت الدولة الحفصية على يد العثمانيين في سنة 981ه/1573م، بعدما حكمت إفريقية حوالي 354 عاما منها 315 سنة بالشرق الجزائري.

الدولة العبيدية (الجزائر)

لقد كانت بلاد المغرب في القرن الثالث الهجري تحكمها ثلاث إمارات مستقلة بعضها عن بعض جمعت القبائل المتعادية في كيانات سياسية خففت من خلافاتها فتفرغ الناس إلى الأنشطة الاقتصادية والعلمية، كما شهد النصف الثاني من القرن انتشار المجاعات والأوبئة، ولقد تناهى إلى علم أئمة الشيعة بالمشرق حال بلاد المغرب وما هي عليه من ضعف سياسي نتيجة انقسامه إلى دويلات، ومدى الضعف الاقتصادي لما حل بها من المجاعات والأوبئة...

الدولة الزيرية

ثار أبو يزيد الخارجي المدعو صاحب الحمار سنة 335ه/946م ضد حكم الشيعة الفاطميين (العبيديون)، فنزل المنصور الفاطمي بمقرة، وطلب من زيري بن مناد الصنهاجي إعانته في القضاء على ثورة هذا الخارجي، فبل زيري بن مناد طلبه، وتم القضاء على هذه الثورة، فقام المنصور الفاطمي بإكرام زيري بن مناد، وعقد له على تيهرت وباغاية والمسيلة وبلاد الزاب والحضنة، واتخذ زيري بن مناد من أشير عاصمة لدولته، وضرب العملة باسمه...

الدولة الموحدية (الجزائر)

بويع محمد بن عبد الله بن تومرت تحت شجرة خروب سنة 515ه/1121 م، ونشر الدعاة لبيعته وأخبرهم بالمصاعب التي سيلاقونها، فصبروا عليها فسماهم الموحدين، وخاض عدة معارك ضد دولة المرابطين لكنه انهزم في معركة البحيرة سنة 524ه/1130م أثناء حصاره لعاصمة المرابطين مراكش، فتم بيعة عبد المؤمن بن علي الندرومي الكومي الجزائري بالخلافة وكان من بين العشرة المفضلين لديه، فواصل عمل ابن تومرت وتمكن من إخضاع العديد من مدن المغرب الأقصى، ثم التفت إلى المغرب الأوسط، فأرسل قائده أبا حفص عمر بن يحي الهنتاتي على رأس جيش إلى وهران سنة 537ه/1142م ولكنه لم يتمكن من دخولها،