تمثل مقاومة احمد باي حلقة مهمة في سلسلة المقاومات الوطنية لصد الاحتلال القرنسي،و تظهر أهميتها من خلال الامتداد الجغرافي الذي عرفته و من حيث الفترة الزمنية التي استغرقتها 1830 – 1847 ،و اعتبر احمد باي مقاومته امتدادا و استمرارا للدولة الجزائرية التي سقطت في 05 جويلية 1830،كما شهدت هذه المقاومة احداثا مفصلية كحصار قسنطينة الأول و الثاني و هو شكل مبتدع من اشكال حروب المدن التي لم يعرف التاريخ لها نمو...

يعتبر الأمير عبد القادر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر ، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و 1847. كما يعد أيضا من كبار رجال التصوف والشعر وعلماء الدين . وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلف الأجناس والديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم.

خاضت منطقة جرجرة مواجهات مستمرة و عنيفة ضد محاولات الاستدمار الفرنسي التوغل في المنطقة،و محاولة اخضاعها بالقوة العسكرية ،وقد برزت العديد من الشخصيات المقاومة و كتبت المنطقة فصول رائعة من التضحيات رغم الآمها.

مقاومة الزعاطشة احدى اهم المقاومات المعيارية في تاريخ الجزائر،ليس فقط لحجم المواجهة مع الفرنسيين و لكن الى طبيعة المقاومة و ما تعرض اليه ابطالها من التنكيل ،كما شكلت فصلا من الاجرام الفرنسي المتواصل.

بدأ الاستدمار الفرنسي في محاولاته التوغل في الصحراء الجزائرية، على سبيل السيطرة على طرق المواصلات والمسالك التجارية، للاستفادة من ثرواتها وحجم المبادلات التجارية مع مناطق السودان الغربي، الا انه تعرض الى مقاومة عنيفة، زادتها معرفة اهل المنطقة بأحوالها، ومثلت مقاومة الاغواط ملحمة كبيرة، بعد ان جندت فرنسا جيوشها وعدتها الحربية الاجرامية واستخدمت المواد الكيماوية لإنهاء المقاومة فما أخطأ من سماه هولو...

خاض أولاد سيدي الشيخ مقاومة عنيفة دفاعا عن الوطن و الديار، فبعد أن رسمت الحدود بين الجزائر والـمغرب بموجب معاهدة لالة مغنية تمزقت على إثرها مصائر بعض القبائل المنتشرة على هذا الخط و منها قبيلة أولاد سيدي الشيخ، كما نجحت فرنسا في استمالة سي حمزة بن بو بكر زعيم الفرع الشرقي من أولاد سيدي الشيخ بتعيينه سنة 1850 خليفة على الجنوب الجزائري .وقد خاضت قبائل أولاد سيدي الشيخ ملحمة كبرى ضد الفرنسيين،و استطا...

تعتبر مقاومة مولاي الشقفة حلقة من حلقات الجهاد الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي وسياسته المطبقة، في الجزائر القائمة على الاستبداد والظلم وقد تولد عنها رد فعل قوي من طرف الشعب الجزائري جسده في المقاومات والانتفاضات والثورات التي ميزت مرحلة القرن التاسع عشر، ومنها مقاومة مولاي الشقفة بمنطقة جيجل وما جاورها.

كانت مقاومة منطقة سوق أهراس احدى المقاومات الشعبية ، التي قادها الصبايحية وانضم إليهم محمد الكبلوتي من الحنانشة، لتعم وتنتشر عدواها بين كل قبائل الحنانشة بمنطقة سوق أهراس، وإن تعددت أسباب انتفاضة الصبايحية إلا أنها تصب في بوتقة المقاومة الشعبية التي تنوعت مطالبها

من أهم الأسباب الجوهرية التي كانت وراء اندلاع الثورة سياسة الاستعمار الفرنسي القائمة على الظلم والقهر والاستبداد، واغتصاب الممتلكات الخاصة والعامة إلى جانب اعتماد السلطات الاستعمارية سياسة فرق تسد من خلال استمالة بعض العائلات إليها وتوكيلها مهمة رعاية مصالحها على حساب أغلبية السكان.

في 1870 انهزمت فرنسا امام القوات البروسية الألمانية، و كان ذلك بمثابة الصفعة لها، استغل الجزائريون هذا الضرف الفرنسي الحرج و اعلنوا المقاومة عليها، و كان رد الفرنسيون مزيدا مزيدا من الاجرام في حق الجزائريين العزل، في محاولة لإعادة الاعتبار لإمبراطورتها.

لا تختلف أسباب هذه المقاومة عن بقية أسباب المقاومات الأخرى، لكونها أسبابا متقاربة ومرتبطة أساسا بالسياسة الإستعمارية المطبقة في الجزائر وعلى كل القبائل على حد سواء. لذلك فإن سكان واحة العامري الواقعة بمنطقة بسكرة تأثروا كذلك بأحداث المقاومات الشعبية إبتداء من الأمير عبد القادر و الحاج أحمد باي .

لم تعتقد الإدارة الفرنسية الاستعمارية ان الضريبة التي ستدفعها لإخضاع الصحراء والسيطرة عليها ستكون مكلفة جدا، وكانت مقاومة الشيخ بوعمامة حلقة من حلقات المواجهة الشاملة مع فرنسا الاستدمارية. و الحقيقة ان الشيخ بوعمامة بنشاطه الجهادي مثل رجل اجماع و توافق بين المكونات الاجتماعية في منطقة الجنوب الغربي، ورمزا لقوة الشكيمة و التحدي.

قاد الشيخ آمود مقاومة شرسة ضد التوغل الفرنسي في الصحراء الجزائرية، و هي حلقة من حلقات المقاومة الشعبية في المنطقة، و التي كبدت الاستعمار الفرنسي خسائر جسيمة، تؤكدها التقارير العسكرية الفرنسية و استغاثتهم المتكررة لمضاعفة العدة و العدد ،بالنظر لقوة المقاومة.

اطلقت الإدارة الاسعمارية على الجزائر وصف المستعمرة الهادئة، في محاولة منها لتغليط الرأي العام الفرنسي و الجزائري، في قدرتها على تثبيت اركان الاستعمار في كل ارجاء القطر الجزائري، الا ان سلسلة المقاومات استمرت في كشف اكاذيبها و عرفت منطقة الاوراس الاشم اندلاع العديد من المقاومات ،و ان اختلفت أسبابها او حجم المجهود المبذول الا انها فرضت منطق لا راحة للمستعمر في ارض الشهداء.

تعد انتفاضة سكان منطقة بني شقران بمعسكر في سنة 1914 من الـمقاومات الكبرى في بداية القرن العشرين من حيث خصائصها وأسباب اندلاعها، ومن جهة أخرى فهي استمرارية لسلسلة المقاومات والانتفاضات والثورات التي شهدتها الجزائر عموما ومنطقة الغرب الجزائري على وجه الخصوص.

تقع قرية عين التركي بالقرب من مدينة مليانة ، على سفوح جبال زكار بين الأطلس البليدي شرقا وجبال الظهرة غربا. ظلت هذه المنطقة طيلة القرن التاسع عش، بؤرة توتر بسبب مقاومة السكان لأطماع الـمعمرين الفرنسيين وسياسات الإدارة الاستعمارية تجاههم.

شهدت منطقة القبائل حركة مقاومة شديدة اتجاه التحرك الفرنسي في المنطقة، فبالإضافة الى قوة وحماسة سكان المنطقة، ساهمت التضاريس الطبيعية وصعوبتها في تحديد سرعة التوغل الفرنسي في المنطقة. ولعل ظهور شخصية بن عبد المالك محمد الامجد ساهم كثيرا في توحيد المنطقة ضد الغزاة.

كانت هذه المقاومة استمرارية للمقاومات الشعبية التي عمت الجزائر خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وأظهرت للسلطات الاستعمارية أن الصحراء الجزائرية هي معقل آخر من معاقل المقاومة بعد أن أحتل الشمال بدأت فرنسا توغلها بإرسال البعثات العسكرية والحملات المتوالية تمهيدا لمرحلة احتلال المناطق الصحراوية، إلا أن سكان التوارق قاوموا هذه البعثات التي كانت ظاهريا علمية وباطنيا إحتلالية توسعية.