شارك على لينكد ان
شارك على واتساب
شارك على تلغرام
الطباعة

إعادة بناء الحركة الوطنية الجزائرية بعد الحرب العالمية الثانية

1- مقدمة:

أن إيديولوجية الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري تبنى على ركائز لم تتغير حتى بعد أن اندلعت ثورة نوفمبر 1954م وهي

  1.  ربط مستقبل الجزائر بالديمقراطية الفرنسية والجالية الأوروبية بها في إطار الاتحاد الفرنسي أو الكونفيدرالية الفرنسية أو أي شكل أخر من هذا النوع لا يسمح باستقلال الجزائر الكامل وانفصالها عن فرنسا .
  2. عدم اللجوء إلى العنف والثورة ضد فرنسا مهما كانت الأمور في إطار " الثورة بالقانون" .

لم يكن الحزب الشيوعي الجزائري بعيداً عن الأحداث السياسية التي ترتبت عن الحرب العالمية الثانية، وأهم ما ميز نشاطهم أثناء الحرب وبعدها، هو وقوفهم ضد البيان الجزائري، وأسسوا حركة مضادة أسموها "أحباب الديمقراطية" هدفها محاربة ثقافة الانفصال وتعبئة الجزائريين لتحرير فرنسا، وقد عبّر عن ذلك "أوزقان" بقوله: " إن مصلحة الجزائر لا تكمن في الانفصال عن فرنسا"، كما اتهم الشيوعيون حزب الشعب بأنه كان من وراء مجازر ماي 1945م. وبعد الحرب خاض هو الآخر معركة الانتخابات وكثيراً ما كان يتلقى الدعم من طرف اليسار الفرنسي، وراح يوظف بعض المطالب والعروض السياسية مثل الدعوة إلى الائتلاف بين تيارات الحركة الوطنية، والمطالبة بترسيم اللغة العربية، وفصل الدين عن الدولة واستعادة الأوقاف الإسلامية.

5- دستور 1947

أ.  موقف حركة الانتصار للحريات الديمقراطيةاعتبرت أن المجلس الجزائري لا حق له في التشريع ولا في سن القوانين، ونظمت حملة سياسية تحت شعار "رفض القانون الجزائري".

ج. موقف جمعية العلماء المسلمين

 :

- إلغاء الانتخابات التشريعية التي جرت في 17/6/1951 والتي تولت الإدارة الاستعمارية خلالها تعيين أشخاص لا يمثلون جماهير الشعب الجزائري.

- احترام التصويت في المجموعة الانتخابية الثانية.

- احترام الحريات الأساسية: حرية الضمير، حرية الفكر، حرية الصحافة، حرية الاجتماع.

- محاربة القمع بجميع انواعه، والعمل على تحرير المعتقلين السياسيين وإلغاء الاجراءات التعسفية المتخذة ضد مصالي الحاج.

- انهاء تدخل الإدارة الفرنسية في شؤون الدين الإسلامي.

هذا ما جعل الإدارة الفرنسية تتوجس خيفة من هذا الائتلاف، ورغم أن الجبهة تمكنت في وقت قصير إلى تكوين عن ما يربو عن 300 شعبة، إلا أن مآلها كان الفشل، وذلك أن كل تيار بقى متمسكا ببرنامجه محاولا فرضه على التيارات الأخرى، فلم تتمكن من صياغة برنامج موحد في انتخابات 1952م.

7- المنظمة الخاصة O.S 

أعلن عن المنظمة الخاصة (المنظمة السرية: L’os) الجناح العسكري لحزب حركة انتصار الحريات الديموقراطية في بلكور يوم 15/17 فيفري 1947م، وأسندت قيادتها لشاب لا يزيد سنّه عن 23 سنة وهو "محمد بلوزداد" الذي كان يحمل اسما مستعاراً (سي مسعود)، لأن شخصيته اشتملت على صفات القائد النموذجي، فكان ذا مستوى ثقافي لا بأس به، حاصل على الشهادة العليا التي تعادل شهادة البكالوريا. وكان يعمل محررا بالولاية العامة، إلا أنه ضحى بوظيفته في سبيل الجزائر. وكذا خبرته في العمل المسلح، فكان مسؤولا عن شباب الحزب في بلكور الذين تأسس (1943-1945) حيث أنشأ شبكة لسرقة الأسلحة من معسكرات الحلفاء التي نزلت بالجزائر في أواخر نوفمبر 1942م. كما أنشأ مجموعة مسلحة تسمى "لجنة شباب بلكور" مهمتها تتمثل في الدفاع عن المسؤولين في الحزب، كما كان على رأس منظمة التصادم التي تأسست في بلوزداد سنة 1944م، وكذلك قدرته على التنظيم والتأطير. وكان أول اجتماع لأعضاء هذه المنظمة في منزل محمد بلوزداد بحي القبة بالجزائر العاصمة، حضره: "حسين آيت أحمد، أحمد بن بلة، محمد بوضياف، اجيلالي بالحاج،جيلالي رجيمي، وقد وضعت في هذا الاجتماع الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بتهيئة الأجواء وتوفير الامكانيات المادية والمالية والبشرية لا نجاح العمل العسكري.  

انتهت قيادة الأركان الأولى باستقالة بالوزداد الذي أعياه مرض السل إلى غاية وفاته سنة 1952 بتونس

*** قيادة الأركان الثانية من أواخر1947م- 1949م

  • رئيس هيئة الأركان: حسين آيت أحمد.
  • محمد بوضياف القطاع القسنطيني.
  • محمد ماروك الشلف والظهرة.
  • جيلالي رجيمي على الجزائر ومتيجة وبلاد القبائل والتيطري.
  • أحمد بن بلة القطاع الوهراني .
  • عبد القادر بالحاج التدريب العسكري والتفتيش العام.

د.أهم منجزاتها 

وسلطت أجهزة الشرطة الاستعمارية كل ألوان التعذيب على المعتقلين لانتزاع المزيد من المعلومات عن أجهزة المنظمة ومخابئها وخططها وصلاتها ووسائل عملها من أجل إعداد ملف ضخم للعدالة التي تحاكمهم . وشنت حملة اعتقالات 

- في عنابة ألقت القبض على حسين بن زعيم الذي أفشى سر المنظمة كما فعل رحيم .

- في بجاية اعتقل عبان رمضان.

- في جيجل عمروش مولود .

- في تمونشنت ابن زاوش .

-وكان عبد القادر بلحاج الجيلالي الذي أعتقل في أفريل الشخص الرئيسي الذي أفشى للشرطة أسرار المنظمة باعتباره أحد القادة الكبار الرئيسين كما أن أحمد بن بلة اعترف للشرطة يوم 12 ماي 1950م بأنه رئيس المنظمة وأن عدد أفرادها 500شخص قامت باعتقال 400 مناضل من المنظمة الخاصة .

   وقد تم تقديم هؤلاء المناضلين إلى المحاكمة في شكل مجموعات على الشكل التالي

  • مجموعة 27 ببجاية يوم 13 فيفري 1951م .
  • مجموعة 27 بوهران يوم 12 فيفري 1951م .
  • مجموعة 121 بعنابة .
  • مجموعة تيزي وزو .
  • مجموعة 56 بالبليدة يوم 22 سبتمبر 1951م .