شارك على لينكد ان
شارك على واتساب
شارك على تلغرام
الطباعة

مرحلة التنظيم و الشمولية 1956 - 1958


مرحلة التنظيم والتموين 1956م- 1958م

قرر أن يجتمع قادة المناطق بعد ستة أشهر من اندلاع الثورة لكن الظروف حالت دون ذلك ومن أبرزها فرض حالة الطوارئ على مجموع التراب الوطني، إلى جانب استشهاد ديدوش مراد في 18 جانفي 1955م في معركة "بوكركر" قرب اسمندو. ولكن بعد هجومات 20 أوت تحقق الاجتماع في وادي الصومام في المكان المسمى "إيفري".

أولا انعقاد المؤتمر :

 وذلك يوم 20 أوت 1956م، وقد حضر اللقاء البعض من قادة المناطق وتغيب البعض الآخر لأسباب أمنية وكان الــهــدف مـنـــه هو وضع نـظــام موحد للعمل العسكري والـسـيــاسي تسير عليه كل المناطق ، و تـوضـيـح الأهداف التي جــاءت في نداء أول نــوفـمبر 1954م مع دراسة المستجدات التي حدثت في مواقف التشكيلات السياسية الجزائرية وكذلك السلطات الفرنسية . ومن بين الذين حضروا المؤتمر :

 زيغود يوسف، عبان رمضان، كريم بلقاسم، أعمر أوعمران، عميروش، العربي بن مهيدي، لخضر بن طوبال، مصطفى بن عودة.

 

 

ثانيا قرارات المؤتمر:

اتخذ المؤتمر مجموعة من القرارات الهامة في عدة جوانب:

أ-التنظيمات السياسية:

المجلس الوطني للثورة الجزائرية   CNRA

يعد الهيئة العليا للثورة وهو بمثابة برلمان الثورة ، تمثلت فيه كافة التيارات باستثناء الشيوعيين وضم 30 عضوا نصفهم دائم و هم:آيت احمد الحسين، فرحات عباس، أحمد بن بلة، عبان رمضان، يوسف بن خدة، العربي بن مهيدي، رابح بيطاط، محمد بوضياف، سعد دحلب، محمد خيضر، كريم بلقاسم، احمد توفيق المدني، زيغوت يوسف، محمد الامين دباغين، و 15 عضوا مساعدا وهم : عبد الحميد مهري، محمد بن يحي، عمارة العسكري، بن عودة ،بن طوبال، بوصوف، محمد الشريف، سليمان دهيليس، أحمد فرنسيس، العموري، احمد محساس، علي ملاح، ابراهيم مزهودي والطيب الثعالبي)

وكان المجلس يعقد اجتماعه في الخارج، فجرت دورته الأولى عام 1957 م في القاهرة والثانية بين ديسمبر1959 وجانفي 1960 في طرابلس والثالثة خلال فيفري 1962 بتونس. وتتمثل مهام المجلس في:

- توجيه سياسة جبهة التحرير الداخلية و الخارجية.

- هو الهيئة الوحيدة التي لها الحق في أن تتخذ ما تشاء من القرارات الحاسمة التي تتعلق بمستقبل البلاد.

- هو صاحب الحق في إصدار الأمر بوقف إطلاق النار أو مواصلة الحرب.

لجنة التنسيق والتنفيذ CCE  : تمثل السلطة التنفيذية للثورة، تتكون من 5 أعضاء وهم في البداية:

العربي بن مهيدي –يوسف بن خدة – كريم بلقاسم – عبان رمضان – سعد دحلب ، كان على رأسها العربي بن مهيدي وهي مسؤولة أمام المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وتتمثل مهامها فيما يلي :

- تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس الوطني للثورة الجزائرية وهي مسؤولة أمامه.

- التنسيق بين الولايات، والتنسيق بين الداخل والخارج، مارست نشاطها في البداية على ارض الوطن، ثم اضطرت في جويلية 1957 م إلى النزوح للخارج بعد استشهاد العربي بن مهيدي واعتقال قادة الخارج في 22 اكتوبر 1956 م.

وحددت مهامها في ميدان العمل السياسي:
- التنظيم وتوجيه الشعب
- الدعاية والإعلام
- الحرب النفسية: الإتصالات بالشعب والأقلية الأوربية وأسرى الحرب.

- التمويل والتموين
- الإدارة والمجالس الشعبية وتنتخب هذه المجالس الشعبية المكونة من 5 أعضاء بما فيهم الرئيس، وهي تتكفل بالأحوال المدنية والشؤون القضائية والدينية و المالية والإقتصادية والأمن.
وفي ميدان التنظيم العسكري:

ب -التنظيمات العسكرية :

تمثلت التنظيمات العسكرية فيما يلي :

قسمت الجزائر إلى ست ولايات حربية وكل ولاية إلى مناطق وكل منطقة إلى نواح وقسمت كل ناحية إلى قطاعات
- الولاية الأولى : أوراس - النمامشة
- الولاية الثانية: الشمال القسنطيني
- الولايـــة الـثالـثـة: الـقبـائـــل
- الولاية الرابعة : العاصمة وضواحيها الجزائر
- الولاية الخامسة: الغرب الجزائري
- الولاية السادسة: الصحراء .
تنظيم جيش التحرير الوطني : إنشاء هيئة أركان له، ومجموعة مصالح عسكرية مختصة بالشؤون الحربية والأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وقسم الجيش كما يلي :

-1 المجاهدون : يمارسون العمل الحربي بالزي العسكري .
-2 المسبلون والفدائيون : يمارسون العمل الحربي بالزى المدني، ومهامهم تتمثل في تنظيم العمليات الفدائية و تزويد الجيش بالمعلومات والأخبار ومختلف الخدمات

تنظيم الجيش في وحدات وهي :
قرر المؤتمر أن يتكون الفوج من 11 جنديا من بينهم عريف وجنديين أوليين ونصف الفوج يضم 5 جنود من بينهم جندي أول. الفرقة وتتكون من 35 جنديا (ثلاثة أفواج وقائد الفرقة ونائبه). الكتيبة وتتكون من 110 جنود (ثلاثة فرق وخمس إطارات) الفيلق ويتكون من 350 جنديا (ثلاثة كتائب وعشرين إطارا).
الرتب: الجندي الأول (Caporal) وتميزه علامة V حمراء معكوسة توضع على الذراع الأيمن.
العريف (Sergent):علامتان V حمراوان معكوستان.
العريف الأول (Sergent Chef): ثلاثة علامات Vمعكوسة.
المساعد (Adjudant): علامة V تحتها خط أبيض
الملازم ( L'Aspirant) نجمة بيضاء
الملازم الثاني (Sous-lieutenant)
الضابط الأول (lieutenant): نجمة حمراء ونجمة بيضاء.
الضابط الثاني (Capitaine): نجمتان حمراوان.
الصاغ الأول (Commandant): نجمتان حمراوان ونجمة بيضاء.
الصاغ الثاني (Colonel): ثلاثة نجوم حمراء.
قائد الولاية: صاغ ثاني- ونوابه برتبة صاغ أول.
قائد المنطقة: ضابط ثاني ونوابه الثلاثة برتبة ضابط أول.

قائد الناحية: ملازم ثاني ونوابه الثلاثة برتبة ملازم
قائد القطاع: مساعد ونوابه الثلاثة برتبة عريف.
والإشارات تتمثل في نجمة وهلال لون أحمر توضع في القبعة.

نتائج مؤتمر الصومام

- مكن الثورة من وضع جهاز تنظيمي شامل سياسيا وعسكريا.

- بلور المسار الثوري لدى الرأي العام الداخلي والخارجي.

- أعطى دفعا قويا مجددا للثورة.

-شكل انتصارا سياسيا حاسما.

مكن من سد الثغرات التي عانتها الثورة منذ اندلاعها.

تطور الثورة من 1956 - 1958

ازدادت بفعل مؤتمر الصومام الثورة تماسكا و تنظيما و امتدت لتشمل سائر مناطق البلاد بما فيها الصحراء. وعمد جيش التحرير إلى تشجيع الفلاحين على زيادة إنتاجهم لسد حاجة الثورة، كما عمل على فتح المدارس وإقامة المشافي وتقديم العون للاجئين والمنكوبين .

وكان تركيز الثورة في هذه المرحلة منصبا على أربعة جبهات هي :

أ- مواصلة الجهاد على الجبهة التقليدية فحقق المجاهدون سلسلة انتصارات في معارك نذكر منها معركة ( جبل العمور(أكتوبر 1956 ) والقل (ماي 1957 ) وبوزقزة (اوت 1957 ) وتيغرين-آقبو (أكتوبر 1957 وتيميمون (نوفمبر 1957 ) وجبل الخيفة (مارس 1958 ) وعنابة ( 1958 ) التي واجه فيها 60 مجاهدا آلاف العسكريين الفرنسيين قتلوا منهم عدة مئات وأسقطوا 03 طائرات مقابل 33 شهيدا، هذا وقامت فرنسا في 22 أكتوبر 1956 م بتحويل طائرة الخطوط الجوية المغربية التي كانت في رحلة من المغرب إلى تونس واختطفت من كان على متنها من قادة الثورة وهم : بن بلة وآيت احمد وبوضياف وخيضر، ظنا منها أنها بقرصنتها هذه تستطيع أن تقضي على الثورة لكن ذلك لم يؤثر أبدا في مسيرة الثورة التي ظهر طابعها الشعبي جليا وكان في مقدورها أن تنجب الآلاف من القادة بفعل تصميم الشعب الجزائري على الحرية والإستقلال، ورد المغاربة على ذلك بقتل عدد من الفرنسيين في مدينة مكناس، ومحاولة من فرنسا ضرب الخطوط الخلفية للثورة قامت في 08 فيفري 1958 م بغارات عدوانية على ساقية سيدي يوسف الواقعة على الحدود التونسية ، فأوقعت أكثر من 100 قتيل من المدنيين العزل وذلك بحجة الرد على إطلاق نار مزعوم على طائرتها .

ب -استخدام العاصمة ميدانا للتحرك الثوري بمضاعفة الأعمال الفدائية فيها، وبلغت ذروتها خلال الشهور السبعة الأولى من عام 1957 م وفي خضمها اعتقل وأعدم الشهيد العربي بن مهيدي في مارس 1957 م .

ج- إبراز الكيان السياسي للثورة على المسرح الدولي للحصول على مكانة تليق بدولة وتمكنت الثورة من إيصال صوتها وقضيتها إلى أحرار العالم والى المحافل الدولية، فتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية عشر في 17 فيفري 1957 م والثانية عشر في 13 ديسمبر 1957 م توصيات بالبحث عن حل سلمي و ديمقراطي وعادل للقضية الجزائرية.

وشاركت جبهة التحرير الوطني في مؤتمر طنجة بالمغرب الأقصى من 27 إلى 3 افريل 1958 م إلى جانب حزب الاستقلال (المغرب) والحزب الدستوري (تونس) وحازت على تأييد المؤتمرين لمبدأ تشكيل حكومة جزائرية مؤقتة .

د- العمل السياسي في داخل فرنسا لاستقطاب جاليتنا هناك وكسب  تعاطف الجهات التقدمية الفرنسية و هي اول مرة تقوم ثورة في العالم بنقل الحرب الى ارض العدو.