مقاومة اولاد سيدي الشيخ
1- مقدمة
نصبت فرنسا سي سليمان بن حمزة مكان شقيقه سي بوبكر ، و عزلت القائد سي الزبير من آغاوية ورقلة ، بذريعة مرضه الـمزمن ، وقامت بتعيين شقيقه سي لعلا بن بوبكر مكانه، وكان هذا الأخير متأكدا من أن وفاة سي حمزة وابنه بوبكر إنما هو عمل دبرته السلطات الفرنسية فأخذ يحرض ابن أخيه سي سليمان على مقاومة الاستعمار مستغلا بعض العوامل منها مثلا سحب فرنسا لبعض قواتها الرابضة بالجنوب الغربي لتدعيم مجهودها الحربي الاستعماري بالمكسيك والكوشنشين (الهند الصينية) .
2- أسباب مقاومة أولاد سيدي الشيخ
- سلك الاستعمار الفرنسي في عملية التوسع و بسط النفوذ العديد من الأساليب كاستغلال نفوذ أسرة أولاد سيدي الشيخ مطية للتوغل في الجنوب ،وحينما تيقن الزعماء من خطر هذه السياسة تصدوا له، وأعلنوا الجهاد .
المرحلة الأولى : 1864 - 1867
خلف هذا الانتصار أثرا حسنا بين القبائل التي سارعت إلى الانضمام إلى المقاومة، خاصة بعد أن علمت بسقوط العديد من الضباط الفرنسيين ، نذكر منهم العقيد "بوبريتر والنقيب "إسنارد" (ISNARD) ونقيب الـمكتب العربي بتيارت والـمترجم "كابيسو" (CABISSOT) ، ونقيب الصبايحية "تيبولت" (THIBAULT) مع ملازمه الأول "بيران" (PERRIN) و ملازم القناصة "بوبيي" (BEAUPIED).
" (MARTINEAU) المتجه إلى البيض.
لهذا أصدرت الحكومة الفرنسية التعليمات للجنرال "دلينيه" والجنرال يوسف لفك الحصار عن هذه الجهات، وكلفت "شانزي" بمطاردة المجاهدين.
لم تـثْن الهزائم الأخيرة من عزيمة أولاد سيدي الشيخ على مواصلة المقاومة، بل اعتصم المجاهدون بالجنوب والحدود الجزائرية الـمغربية لـمعاودة القتال عن طريق الكر والفر، للتغلب على القوات الاستعمارية الضخمة التي لا يمكن صدها بأسلوب حروب المواجهة.
" (WIMPFEN) التي تمكنت يوم 19 مارس من ضرب قبيلة حميان. لقد انعكست الأحداث الجارية في فرنسا وأوروبا سيما منها هزيمة باريس أمام بروسيا سنة1870 وسقوط النظام الامبراطوري وقيام الجمهورية الفرنسية الثالثة ايجابيا على المقاومة مما شجعها على الاستمرار، ومن أشهر ما خاضته من معارك معركة ماقورة في 17 أفريل 1871 استشهد فيها أزيد من مائتي مقاوم. غير أنها لم تستطع مواكبة مقاومة الـمقراني والشيخ الحداد. وفي 23 ديسمبر لحق الجنرال "أوصمانت" بالقائد سي قدور بن حمزة الذي اخترق صفوف القوات الفرنسية بكل شجاعة ، نحو التل و قد أصابه في موقعة "ميقوب" ففرَّ إلى الجنوب مع عمه سي لعلا. و بذلك تعد هذه المعركة بمثابة الضربة القاضية ، كونها آخر معارك أولاد سيدي الشيخ الشراقة ضد الإحتلال الفرنسي.