مقاومة بوحمارة
1- مقاومة بوحمارة:
لم تتوقف المقاومة في منطقة جرجرة باستشهاد الشريف محمد الأمجد المدعو بوبغلة بل تواصلت بقيادة الشريف المختار بن قويدر التطراوي، قاوم أبوه في منطقة جرجرة إلى جانب الشريف بوبغلة ، وأصبح خليفة له بعد وفاة هذا الأخير ،لكن حالته الصحية منعته من مواصلة الكفاح و المقاومة ، فولى إبنه المختار مكانه و قدّمه للناس كزعيم . أطلق عليه إسم بوحمارة لأنه اتخذ لنفسه دابة يركبها في تنقلاته ،استعان ببودواني و أرزقي بورنان إلى جانب أبيه الذي كان العقل المدبر و المخطط لكل أعماله . في أول الأمر لم يلق بوحمارة أي تشجيع أو ترحيب من شيوخ المنطقة الذين استقبلوه ببرودة و فتور، مما فرض عليه التنقل بحثا عن الأنصار و المساعدين . فاتجه إلى بني فرواسن و بني شعيب و اتصل بلالة فاطمة انسومر بقرية ورجة ، ثم انتقل إلى بني مليكش التي كانت في كثير من المرات حصنا منيعا يأوي الثوار و مركزا للمقاومة. أخذت مقاومة بوحمارة تنتشر و تمتد ، رغم الصعاب التي اعترضته ، خاصة بعد قيام السلطات الفرنسية بتشديد المراقبة على الأهالي للقضاء على المقاومة في هذه المنطقة ، فمنعت التنقل بدون رخصة بين بني منقلات و بني بوسيف ، رغم ذلك استطاع كسب تأييد بعض الذين كانوا يعارضون حركته أول الأمر كالشيخ أوعراب في بني راثن . ورغم قصر عمر حركته، إلا أنه قاد عدة هجومات منها هجوم 31 أوت 1855 على بعض المخبرين الفرنسيين و أعوانهم في قرية جمعة الصهريج و ضواحيها و المقلع قتل وجرح فيه الكثير من الطرفين .
و تشاء الظروف أن تكون نهاية بوحمارة على يد أحد خصومه الذي سلّمه إلى الكولونيل بوبريط الذي أمر بقطع رأسه أمام الناس يوم 29 ديسمبر 1855 بقصد ترهيب السكان . و باستشهاده طويت مرحلة أخرى من مراحل المقاومة في منطقة جرجرة .