لم تحتفظ تلمسان إلا بذكريات بسيطة من منجزات  أمرائها المتمثلة في بعض المنشآت المعمارية وما زينت بها من فنون، ولا شك أن ابرز معالمها التي تعود إلى الفترة الزيانية حصن المشور الذي بناه الأمير يغمراسن بن زيان وانتقل من القصر المرابطي المحاذي للجامع الكبير للإقامة فيه منتصف القرن السابع الهجري.

يعد السلطان يغمراسن أول من عمل على تشجيع الحركة الثقافية والتعليمية بمدينة تلمسان فحرص على استقدام رجال العلم إلى عاصمته وشجعهم على التدريس والتأليف، بعد إعلاء مراتبهم، كما أغدق عليهم الأموال والهدايا، فاستقر في عهده بعاصمة تلمسان الشيخ العالم  أبو إسحاق إبراهيم بن يخلف التنسي كبير علماء زمانة و أخوه أبو الحسن.

ولم يبق اليوم أيضا من القصور التي  أنشأها الأمير أبو تاشفين في بداية القرن الثامن الهجري إلا اسماءها التي يستشف منها عظمة البناء ودرجة الإتقان وروعة الزخرفة، مثل دار السرور، ودار أبي فهر، ودار الملوك، ولعل الصورة التي بين أيديكم أحسن دليل على عظمة هذه الإنجازات.