وكان من جملة المباني التي شيدها هؤلاء الفاتحين في مدينتهم الجديدة جامعها الكبير الذي يعرف حاليا بجامع المنصورة. والذي أمر ببنائه السلطان أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق سنة 702ه/1303م، غير أنه لم يشهد إتمام هذا الجامع حيث وافته المنية قبل أن يكتمل بناؤه. وإذا كانت معظم معالم المسجد قد تهدمت بسبب عوامل الدهر، ولطبيعة مادة البناء الهشة التي بني بها المسجد وأسوار المدينة، فإن أبرز العناصر المعمارية التي ما تزال قائمة بالمدينة تحتفظ بعدة طرز فنيةجميلة وأساليب معمارية رائعة، وتشهد على هذا الصرح الحضاري مئذنة الجامع، وبعض أجزاء سور المدينة. وقد شرع في بناء الجامع سنة 702ه/1303م، وانتهت أشغال بنائه سنة 736ه/1336م، ومخطط الجامع على شكل مستطيل أبعاده 80 × 60 متر، يتوسطه صحن مربع الشكل. أما مئذنته فاختار لها البناءون المدخل الرئيسي للجامع مكانا لها. وتتميز بارتفاعها الشاهق الذي يقدر بـ 30متر،  وهي على شكل برج تهدم جزؤه الداخلي ، وتزينها زخارف شبيهة بزخارف مئذنة الخيرالدا بمدينة إشبيلية الأندلسية، ومئذنتي جامعي حسن بالرباط والكتبية بمراكش.