شارك على لينكد ان
شارك على واتساب
شارك على تلغرام
الطباعة

عبد الحليم بن سماية

كان احد المثقفين الذين كرسوا حياتهم لخدمة العلم والتعليم واستهل حياته الحافلة بالنشاطات معلما فكان ينشر أفكاره بين طلبته شانه شان الأساتذة المصلحين في هذه الفترة (عبد القادر المجاوي)، وكان اثر المجاوي واضحا فيه فقد كان بن سماية لم يخض بعمق مشاكل التعليم ليصل إلى طرح نظريات تربوية واقتراح تعديلات دقيقة للبرامج المدرسية كما فعل أستاذ المجاوي، فقد اكتفى بوصف الحالة التعليمية المؤسفة وبين بأسلوب عقلاني قيمة العلم ووجوبه للإنسان.

ولم يقتصر عبد الحليم بن سماية نشاطه في ميدان التدريس بل تعداه إلى ميدان التأليف شانه في ذلك شان معاصريه، فانفرد عنهم حين ألف الفلسفة الإسلامية ونظرا لكونه من المتأثرين بالشيخ محمد عبده فقد كان من الذين لازموه طيلة إقامته في الجزائر عند زيارته لها، كما كان احد الفاضلين الذين أوصوا الشيخ المصري محمد عبده بعدم ذكر فرنسا بالسوء في مجلة المنار حتى لا يوصد الاستعمار الباب أمام هذه المجلة التي تعتبر احد رسل الإصلاح الشرقي إلى المغاربة.

كان للإسفار العديدة التي قام بها بن سماية إلى المشرق مصر واسطنبول أثرها في تشكيل فكرة الجامعة الإسلامية التي جعلت من المدارس التقليدية التي كانت تعاني آنذاك، ولقد شده تعلق بن سماية بمصلح الشرق فقد أصبح من بين العلماء المصلحين المغاربة الذين تبادلوا الرسائل مع محمد عبده، كان الشيخ محمد عبه يعتبر بن سماية احد الدعائم الأساسية في نشر المذهب الإصلاحي السلفي بين إخوانه الجزائريين نظرا لخصال كثيرة اكتشفها فيه الشيخ المصري عند زيارته للجزائر، فقد ذكر الإمام في مراسلته لبن سماية قائلا، ولو كشفت لك نفسك ما كشفت لي منها لعلمت مقدار أتاك الله من نعمة العقل والأدب لعرفت انك ستكون أمام قومك تهديهم إن شاء الله سبيل الرشاد.