شارك على لينكد ان
شارك على واتساب
شارك على تلغرام
الطباعة

قلعة بني حماد ( المسيلة)

  تعتبر الدولة الحمادية من ابرز الدويلات التي ظهرت في بلاد المغرب الإسلامي، وكان ظهورها إذانا بقيام كيان سياسي مستقل أدى دورا هاما في الحياة السياسية والاقتصادية والعلمية في المغرب عامة والمغرب الأوسط خاصة، فقد شهدت فترة قيام الدولة الحمادية على الصعيد المحلى بداية الانفصال الفعلي عن الدولة الزيرية، ذلك أنها عرفت فترات من الصراع من أجل البقاء وإرساء دعائم ملكها ومشروعيته وقيامها وانفصالها كدولة مستقلة بذاتها في المغرب الأوسط، إلى فترة البقاء والاستمرارية والتطور الحضاري وبناء عاصمة لملكها في إقليم الحضنة.

، وسمح له باديس بن المنصور ببناء قلعته التي عُرفت بقلعة بني حماد، فاستقر حماد بن بلكين في هذه المدينة بعد أن انشأ فيها القصور الفخمة وجلب إليها المياه وحصنها، ونظرا لموقعها الاستراتيجي سمحت له بمراقبة تحركات القبائل الزناتية بسهولة، فكان من حين لآخر ينتقل إلى أشير العاصمة الأولى للدولة الزيرية، فأصبح حماد يمتلك مدينتين محصنتين في المغرب الأوسط، فعظم شأنه وتوسع سلطانه، وقويت شوكته.

شرع حماد سنة (398هـ/1007م) في تأسيس مدينته الجديدة التي سميت باسمه، وأصبحت منذ ذلك التاريخ تعرف باسم قلعة بني حماد، وكانت القلعة في موضع يحقق لمؤسسها أغراضه السياسية والعسكرية في المنطقة، وما من شك في أن المزايا الإستراتيجية التي يمتع بها هذا الموقع هي التي لفتت إليه نظر حماد بن بلكين، بعدما استقر له الأمر في منطقة الزاب والحضنة، وأغرته ببناء القلعة لتقوم بالدور السياسي الذي قامت به أشير في عهدها الأول، قبل أن تأخذ القيروان كثيرا من نفوذها. بنيت القلعة على منحدر وعر فوق سفوح جبل تاقربست على الحدود الشمالية لسهول الحضنة، وعلى أرض مسطحة تشكل امتداداً لجبل تاقربست إلى سهول المسيلة. وفق حماد في اختيار موقع مدينته لتكون حصنا منيعا وحاضرة لملكه المنتظر، واستقر فيها بدلا من أشير لأنها تتيح له السيطرة على سهول الحضنة ومراقبة تحركات القبائل الزناتية الثائرة على الزيريين، ورغم هذه الأهمية الإستراتيجية للمدينة الجديدة إلا أن حماد لم يهمل مدينة أشير العاصمة الأولى لصنهاجة.لقد حكم بنو حماد المغرب الأوسط منذ سنة(408-547ه/1017-1152م)، وقد حكم الدولة على امتداد هذه الفترة تسعة أمراء، اختلفوا في أسلوب حكمهم ابتداء بحماد مؤسس الدولة وثمانية أمراء آخرين. ولكن لم يقدر لمؤسس الدولة الحمادية أن يعمر طويلا حتى يرى جهوده في رسم معالم ملكه في المغرب الأوسط، وإسهامات دولته في حضارة  بلاد المغرب التي عرفت فترات من الازدهار والتطور في جميع الميادين ، فقد توفى سنة (419ه/1028م)وقد كان لظهور المرابطين في المغرب الأقصى، والقبائل الهلالية في المغرب الأوسط، أثره على استقرار منطقة الحضنة في تلك الفترة عامة والقلعة خاصة انتهى بها المطاف إلى هجرانها فأصبحت أثرا بعد عين.

    تم العثور على عملات معدنية ومجوهرات في محيط المدينة تشير الى أن المنطقة كانت تتمتع بمستوى عال من الحضارة في سنواتها الأولى  وقد تم تسجيلها في قائمة التراث العالمي سنة 1980.