شارك على لينكد ان
شارك على واتساب
شارك على تلغرام
الطباعة

قصبة الجزائر

 الجزائر هي واحدة من المحطات التجارية التي أنشأها الفينيقيون خلال فترة توسعهم التجاري في البحر الابيض المتوسط. فقد جلبت منطقة خليج الجزائر أنظار التجار الفينيقيين فأقاموا  فيها ميناء إيكوزيوم (الجزائر) في بداية الألف الأولى قبل الميلاد كما دلت على ذلك النصوص التاريخية والقطع النقدية التي عثر عليها قرب الميناء. وبداية من عام 202 قبل الميلاد خضعت المنطقة لحكم الإمبراطورية الرومانية بعد تحالف ماسنيسا مع سبيون الإفريقي ضد السلطة القرطاجية ويتم تحويلها إلى مستعمرة إيكوزيوم مع الاحتفاظ باسمها الفينيقي الأصل. وتأثرت المدينة بما جرى من  أحداث أثناء الإمبراطورية  الرومانية خصوصا فيما يتعلق بانتشار المسيحية والصراع الديني، وفي عام 429 م سيطر الوندال على المدينة بعد الضعف الذي أصاب روما وأدى إلى انشقاق  كبير بينها وبين مستعمرات شمال إفريقيا ، إلا أن إيكوزيوم عادت مرة ثانية إلى سلطة روما بعد اتفاق بينها وبين الوندال عام 442 م.

   وفي سنة 533 م سيطر الإمبراطور البيزنطي جستينيان على إيكوزيوم ضمن سياسته الرامية إلى إعادة إحياء أمجاد الأمبراطورية الرومانية من جديد، إلا أن النصوص التاريخية لم تشر بالتفصيل إلى مجريات الأحداث في هذه الفترة.

   ومع النصف بداية الثاني من القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي بدأ يرد اسم مدينة "جزائر بني مزغنة" في المصادر الجغرافية والتاريخية ، وارتبط اسمها بقبلية بني مزغنة،  وتولى زعيمها الأمير بلكين بن زيري عملية إعادة  بناء المدينة وأصبحت من أهم مدن المغرب الأوسط.

     لقد بقيت الجزائر محافظة على هذا الاسم أثناء فترات حكم الدول التي تعاقبت عليها بعد الزيريين، وقد تلونت بألوان الحضارات التي مرت عليها، ولم يبق منها قائما اليوم إلا قصبتها ، التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو في الجزائر سنة  1982م.