الحضارة القفصية
تعرف مواقع الحضارة القفصية بالرماديات وهي تلال صغيرة يتراوح علوها ما بين 1 و2 متر، ويمكن أن يصل طولها في أقصى الأحوال إلى 150 متر، ويقدر عرضها بحوالي 80 متر، وهي تمثل في مجموعها تراكمات تاريخية لبقايا التجمعات البشرية القديمة، مكونة من عناصر رمادية، وأدوات حجرية، وعظام الحيوانات، وقواقع الحلزونيات، ورغم أن اكتشاف هذه الحضارة لأول مرة تم في المنطقة الغربية لتونس إلا أنها عرفت انتشارا واسعا في الجزائر، ومن أهم مواقع الحضارة القفصية في الجزائر نذكر عين عشنة، عين دكارة، الماء الابيض، خنقة الموحاد وتقع في ولاية تبسة، أما أهم مواقعها بمنطقة سطيف فهي: عين بوشريط، المجاز2، وتقع أهم مواقعها في المناطق الجنوبية بـ :عين الناقة، زكار، دخلة السعدان، المرموطة، الحويتة ـونجد في منطقة تيارت الموقعين التاليين: نجد عين كده، كلومناطة. وتتميز الأدوات الحضارية القفصية المكتشفة بمنطقة تبسة والتي يعود تاريخها إلى نهاية الألفية السادسة قبل الميلاد بأشكالها الهندسية وبمادتها الحجرية المستعملة غالبا في صناعتها.
يعتقد أغلب الباحثين أن الإنسان القفصي قد عاش حياة مستقرة، ويعتقد البعض الآخر أنه كان يعيش حياة ترحال موسمية. وقد وقع الباحثون لفترة طويلة في ضرب من الخلط والالتباس بين إنسان الحضارة القفصية وإنسان مشتى العربي، إلا أنهم، مع ذلك، أدركوا أن الأمر يتعلق بنوع آخر من البشر الذين عاشوا في العصر الحجري الحديث، كما دلت عليه بقاياه العظمية التي عثر عليها في موقع عين مترشم، وقد تبين لهم اعتمادا على بقاياه المكتشفة في مواقع استقراره أن هؤلاء البشر كانوا يمارسون نشاط الصقل والنحت وصناعة رؤوس السهام، والفخار، والزراعة، وتربية الحيوانات.
شفرات حجرية قفصية